{

مهلا أيها المربي3: استراتيجيّة "والآن!!"

  • الرئيسة
  • مهلا أيها المربي3: استراتيجيّة "والآن!!"
مهلا أيها المربي3: استراتيجيّة "والآن!!"

  • مشاركة المقال :

مهلا أيها المربي3: استراتيجيّة "والآن!!"

كثيرا ما يرتكب الطّفل تصرّفات، فتصدر منّا ردّة فعل سلبيّة، فنحسّ بعدها بالأسف والنّدم على ذلك،

 

ونفتح باب " لَوْ" فَنَسْبَحُ في عالم من الخيال والاحتمالات، دون أن نجد حلاًّ، أو نفكّر في مخرج من هذه المواقف والتصرّفات المحرجة التي تواجهنا مع أبنائنا...

 

فكيف نتصرّف لتجنّب المواقف المحرجة التي تخلق الأفكار السلبيّة، وتُفْسِدُ العلاقة الأسريّة.

 

تجنّبا مِنّا للتّضخيم والمبالغة التي يمكن الوقوع في شراكها أمام مواقف وسلوكيات مرفوضة يُقْدِمُ عليها الطّفل،

 

وتُجْبِرُنُا نحن كمربّين على سلوكِ الطريق الخطأ في العلاج... تفاديّا لكلّ هذا، يمكن التحكّم إيجابيا في هذا من خلال طرح البديل الثاني: "والآن!!" ...

 

هذه الخطوة تعني إلغاء الأفكار والمواقف السّلبيّة والأحاسيس المثيرة للغضب والتوتّر وبعدها النّدم... واستبدال كلّ ذلك بالتّفكير الإيجابي في الحلول.

 

 إنّ هذه الاستراتيجيّة: "والآن!!" " ما العمل؟" " ما هو الحلّ يا ترى؟" تفتح آفاقا للحلول،

 

والبدائل الإيجابيّة البنّاءة.. وهي قبل كلّ هذا تجعل المربّي شخصا هادئا، مفكّرا، ومركّزا على الحلول...

 

يقوم بدور تربويّ بنّاء، يعالجُ ويُصلِح، يبني ويُعلّم، ويسلك السّلوك الإيجابي...

 

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه الاستراتيجيّة تجعلنا لا نخشى من أيّ مشكلة - مهما كانت – لاعتقادنا الرّاسخ بأنّ هذا ليس نهاية المطاف، وليست مشكلة بلا حل،

 

وهذا الاعتقاد وحده كفيل بأن يجعل المربّين في حالة استرخاء وهدوء، يتعلّمون من خلالها الصّبر والحلم والأناة...

 

ويكتشفون قدراتهم ومهاراتهم الإبداعيّة في إيجاد الحلول، وتفادي المشكلات.

 

تذكّر: حاول اتّباع هذه الاستراتيجيّة " والآن!!" لتكتشف أنّ الشّيء الوحيد الذي ستخسرُهُ هو الأحاسيس والأفكار والمواقف السّلبيّة.

 

" والآن!!" خطوة نحو التخلّي عن الأخطاء التّربويّة

 

كما أشرنا سابقا، فإنّ هذه الاستراتيجيّة ستخلّصك أيّها المربّي من الأساليب التّربويّة الخاطئة التي تعوّدت على ممارستها مع أبنائك...

 

ولذلك فإنّ التخلّي عن الأساليب القديمة لا يتمّ إلاّ ببدائل تربويّة جديدة...

 

إذْ لا يكفي انتقاد المربّي للأساليب القديمة والتخلّي عنها فقط،

 

فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض المربّين أن يقتنعوا بضرورة التخلّي عن الأساليب التّربويّة الخاطئة دون استبدالها بِغيرها – ممّا يُعدّ أصلح وأنسب –

 

ممّا يجعل المربي يقع في شراك الفراغ التّربوي القاتل، والاستقالة من الدّور الأبوي...

 

لذا علينا الحذر من هذا الفراغ التّربوي الذي يعدّ أشدّ خطرا على الطّفل من الأساليب التّربويّة الخاطئة،

 

وما الغرب إلا مثال واضح على ذلك حين عدّا الحريّة المطلقة للأبناء، والتّسامح الذي لا يعرف حدودا ...

 

أسلوبا تربويا تقتضيه مرحلة الحضارة الغربيّة والحريّة والدّيمقراطيّة.

 

فكانت النتيجة فراغا تربويّا، وأخلاقا شاذّة، وانحرافا عن الفطرة السّليمة، وتجرّدا من الإنسانيّة التّي شّرف بها الله بني آدم...

 

 وفي الأخير أرجو أن نستمتع جميعا بهذه الاستراتيجية المهمّة، فهي ستجعلنا بإذن الله نستمتع ونبدع بعيدا عن الغضب والتوتّر والانفعال...

 

وهذا ما يكسبنا جوًّا رائعا مع أطفالنا وأبنائنا لا يمكن تصوّره، ويدفعنا إلى استشعار حلاوة التّربيّة، وإلى التحلّي بخلق الصّبر والحلم والأناة...

 

تذكّر

إذا أردت أن تصبح مربّيا إيجابيا ناجحا، فلا يكفي التخلّي عن الأساليب السّلبية في التّربيّة... ولكن لابدّ من اكتساب مهارات وخطوات التّربيّة الإيجابيّة...

 

احذر أيّها المربّي من تقديم الاستقالة، فخطرها كبير.

2 تعليقات:

  1. محمد قاسم

    تحية طيبة أيها المربي إبراهيم والشكر موصول لك على الموضوع الهام جدا، وإن ما أثير في نفسي من طرب كلمة " والآن..؟ " هي نغمة الحب والدفء التي تحملها في طياتها فتصل إلى المتلقي الذي سيشعر بالأمان المطلق لا محالة، فيسلمك شعوره وجوارحة بكل طواعية، وهي اللحظة التربوية الحاسمة التي يحتاجها كل مربي ليوصل رسالة أو يصحح سلوكا أو يوجه نظرة خاطئه، دونما عناء كبير، وهذا حال وتأثير كل كلام وسلوك يحمل في طياته الحب والأمان، فالحب الحب بيننا يا إخواني المربين.

    حجاج حفصة

    ما شاء الله شكرا على الموضوع الرائع واتمنى من كل ولي ومربي استيعاب هذا الاسلوب لتعيش كل اسرة في سعادة وهناء

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *